فالتصريحات اللامسؤولة التي ادلى بها مؤخرا محمد الشهواني رئيس المخابرات العراقية المتكونة بمعظمها من فلول النظام البعثي العراقي البائد تشير الى وجود مؤامرة داخلية وخارجية لاعادة العناصر البعثية السابقة الى السلطة.
فوقوع ثلاثة احداث مهمة على الصعيدين الداخلي والخارجي في العراق في غضون اقل من شهر واحد يبين بوضوح الملامح الخفية لكيفية حدوث انقلاب عسكري ضد الشعب العراقي.
فارسال اعداد من القوات العسكرية والشرطة العراقية الى الاردن على وجه السرعة لتلقي دورات تدريبية بحيث بلغ تعدادهم اكثر من 50 الف فرد يمكن اعتباره اول دليل على وجود مؤامرة واسعة تحاك داخليا وخارجيا.
ونظرا لان تدريب افراد الشرطة والجيش في المراحل التمهيدية يجب ان يتم في داخل البلاد على عكس العناصر المتخصصة على مستويات القيادة التي تتلقى دورات تاهيلية في الخارج , فان ارسال قوات الشرطة والجيش العراقيين الحديثي التاسيس الى الاردن يدل على ان هؤلاء الافراد يهيئون لتنفيذ مهمة خاصة.
ومن جهة اخرى فان تواجد 60 من الاعضاء البارزين في وكالة المخابرات الامريكية ال " سي آي ايه " في الاردن بحجة التحقيق مع عناصر القاعدة هو جزء من التحركات التي تتم للاعداد لتنفيذ انقلاب عسكري ضد الشعب العراقي.
وعلى الصعيد الداخلي فان مزاعم محمد الشهواني مدير المخابرات العراقية حول قيام اعضاء في منظمة بدر باغتيال عدد من عناصر المخابرات العراقية , هو تمهيد لحياكة مؤامرة تستهدف نزع اسلحة الفصائل الشيعية بشكل كامل, حيث اكد الشهواني في تصريحاته على ضرورة نزع اسلحة اعضاء فيلق بدر السابق وحظر نشاطاتها بالرغم من انها تحولت حاليا الى منظمة سياسية.
وفي موازاة ذلك اقدمت الحكومة العراقية المؤقتة وقبل قيامها بنزع الاسلحة العام والشامل في انحاء العراق , على نزع اسلحة جيش المهدي مما يعد مخالفة للاتفاق الذي وقعه قادة جيش المهدي مع قادة الاحزاب السياسية العراقية والتي انهت الاشتباكات الدامية في مجينة النجف.
ان اصرار حكومة اياد علاوي على نزع اسلحة الفصائل الشيعية والزيارات المتكررة المريبة لبعض المسؤولين العراقيين الى الاردن تكشف عن وجود مؤامرة لا انسانية ضد اكثرية الشعب العراقي.
وعلى صعيد آخر ووفقا للتقارير الواردة فان عشائر الدليم والجميلات وزوبع والجنابي وتكريت والدور والمشاهدة ضمن الاحتفاظ باسلحتها تستعد للعب دور فعال في مستقبل العراق السياسي , في حين سلمت اغلب العشائر الشيعية في العراق سواء في منطقة الجنوب او الوسط اسلحتها للحكومة بعد اصرار حكومة اياد علاوي المؤقتة.
ومن هذا المنطلق وبما ان امريكا فشلت في احلال الامن في العراق , وتخشى كذلك من مجيء حكومة مستقلة وحرة منبثقة عن اصوات الاغلبية , فان خبراء السي آي ايه يدعون ان هناك احتمالين في حالة انسحاب قوات الاحتلال من العراق , الاحتمال الاول هو ان الشيعة في العراق سيتسلمون زمام الامور مما يشكل تهديدا لامن بعض الدول العربية المجاورة للعراق , والاحتمال الثاني نشوب حرب اهلية مما سيؤدي بالمنطقة الي دخول ازمة جديدة.
لذلك يرى هؤلاء بعد دراسة اساليب الخروج من الازمة الراهنة , ان تجري امريكا مشاورات مع بعض الدول العربية للاعداد لانقلاب عسكري بمشاركة العناصر البعثية الشابة والشخصيات العلمانية والمعادية للمرجعية الدينيه في العراق.
وعلى هذا الاساس فان نزع اسلحة شيعة العراق وتوجيه الاتهام الى اعضاء فيلق بدر السابق والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية بشان اغتيال عناصر المخابرات العراقية هو مقدمة لمؤامرة تستهدف التحضير لانقلاب عسكري في العراق./انتهى/
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
التحركات التي قامت بها امريكا وبعض البلدان المجاورة للعراق في الآونة الاخيرة والتصريحات المخالفة للاعراف الدبلوماسية لتي ادلى بها عدد من المسؤولين العسكريين والامنيين العراقيين تبين ان هناك انقلابا عسكريا يجري التحضير له ضد اغلبية الشعب العراقي.
رمز الخبر 121649
تعليقك